سحر العيون

يقول علماء الجمال في تعريفه :-
(( الجمال )) : ما أخذ البصر ، أي : ما استرعى النظر وجذبه إليه .
(( والجميلة )) : هي التي تأخذ بصرك جملة على بعد ، فإذا دنت لم تكن كذلك
أما (( المليحة )) ، فهي التي إذا كررت فيها بصرك زادك حسنا .

وإذا كان أجمل الأحياء " الانسان " ، فإن أجمل ما فيه عيناه ... .
وإذا كان لكل شيء (( خلاصة )) ، فخلاصة الإنسان عينه !
ومع ان الحواس الخمس أبواب إلى القلب ، ومنافذ نحو النفس ،فالعين أبلغها ، وأصحها دلالة ، وأوعاه عملا .

و(( العين )) هي التي ليس في الحواس سواها يستحق ان يعشق أو يحب !
وقد شغلت العيون الأدباء و الشعراء و المؤلفين ، كما تناولتها الكتب الدينية منذ قديم السنين .


وما ذلك الا لانها ..
(( تعد )) ، (( وتوعد ))
(( وترغب )) (( وترهب ))
(( تقسو )) (( وترحم ))
(( وتنعم )) (( وتؤلم ))
(( وتصل )) (( وتصد ))
(( وتقبل )) (( وتنفر ))
(( وتعجب )) (( وتحتقر ))
وهــي للــمــرأة أقـوى ســـلاح ...


ولأن العين تتكلم ؟؟

واثبات ذلك من الشواهد ماكنا نحفظة في الصغر ...

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أشَارَتْ بِطَرْفِ العَينِ خِيفَةَ أهْلِها=إشارَةَ مَحْزُونٍ ولم تَتكَلََمِ
فأيقَنْتُ أن الطَرْفَ قد قالَ مَرْحَبًا=وأهلاً و سَهْلاً بالحبيب المتَيَمِ[/POEM]

* ويقول أمير الشعراء أحمد شوقي – رحمه لله -

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وتعَطّلَتْ لُغَةُ الكَلاَمِ فخَاطَبَتْ=عَيْنَي في لغة الهَوىَ عيناكِ[/POEM]

و يقول الفيلسوف إمرسون : (( تتكلم العيون مثل الألسنة ، بل إنها تمتاز بأن كلامها لا يحتاج إلى قاموس ، ويفهمه الناس جيداً ))

و لا يختلف الناس في قراءة لغة العيون ، ومعرفة ما توحي به إشاراتها ، وما تدل عليه مفرداتها ، فهناك نظرة الغضب ، و نظرة الإعجاب ، ونظرة الاحتقار ، ونظرة الدعوة ، ونظرة العقاب ، ونظرة الاستنكار ، ونظرة التحدي ، ولقد صدق من قال :

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]وفي العينين غِنّى للْمَرْ=ءِ أنْ تَنْطِقَ أفْوَاهُ[/POEM]

ومن تجارب شعراء العيون قديما وحديثا !

- فمن الشعراء من أردته (( النظرة الأولى )) فقال :

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]الوجهُ منك عن الصّوابِ يُضلّنى=وإذا ضَلَلْتُ فإنه يَهدينى!
وتُميتُنى الألحاظُ منك بنظرٍة=وإذا أردت بنظرة تُحيينى![/POEM]

- ويقول جمال الدين بن مطروح محذَرا منذرا من طرفها الساحر الفاتر :

[POEM="font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]خذوا حِذركم من طَرْفها فهو ساحرُ=وليس بناجٍ من رَمَتْه المحاجِرُ
فإن العيونَ السّودَ وهي فواترُ=تَقُدُ السيوفَ البيضَ وهْي بَوِاتُر[/POEM]

و أخيراً ...

تبقى العيون سحر و جنون ... .

نعشقها و نعشق لغتها ... .


وعسى ربّي يخليك لعيوني .. وعسى ربّي يخليني لعيونك .. .




من قرأتي ,,,
كتاب (( حديث العيون و همس الجفون ))
ل // محمد إبراهيم الدسوقي