النقائض ..بين الفراعنة وخصومه .!

مساء الخير ....

"لا يذكر اسم جرير والفرزدق، إلا ويرد على الخاطر ذلك المصطلح الذي اقترن بهما، واقترنا به وهو "النقائض". وما كان لهذا المصطلح شأن يذكر قبل العصر الأموي، عصر الشاعرين الكبيرين جرير والفرزدق. والنقائض لون من ألوان الهجاء، وفن الهجاء قديم في الشعر العربي. ودلالته لا تخفي على دارسي الأدب ومؤرخيه. إلا أن النقائض وإن كانت تفرعت عن الهجاء، وانتسبت إليه، فإنها استقلت عنه بالخصائص التي حكمتها وباتت قيداً لها، وهي: أن تكون بين شاعرين متهاجيين، إذ لا يكفي أن يكون الهجاء من جانب واحد،و أن تتفق القصيدتان بحراً وروياً،وأن يردّ اللاحق على السابق معانيه وينقضها".
لقد صورت النقائض الحياة السياسية بما اشتملت عليه بعض قصائدها من صلة بالخلفاء الأمويين وبعض خصومهم، ومثلت الحياة الاجتماعية بما فيها من اهتمام المجتمع بالعادات والتقاليد والعيوب في القبائل، فاستعرت نار العصبية القبلية التي خفت وهجها، وانطفأت جذوتها بمجيء الإسلام..
"لم تنشأ النقائض بداية من أجل المنافسة الأدبية، بل هي مزيج منالنعرات السياسية والقبلية كما كان للعصبية التي أذكتها بنو أمية وهيأت لها الحريةالواسعة دور كبير، فساد بين القبائل الإسلامية كما بين الكوفة والبصرة نزاعات،ألهبت عصبيتهم وزادت من شدة تناحرهم . وقد وصل إبداع النقائض مداه في عهد الفرزدقوجرير والأخطل".
إذا الإسلام –دين الحضارة والرقي والمساواة – حاول القضاء على كل ما يفرق الناس ،وحاول أن يحل الدين محل القبيلة ،وقد نجح في ذلك إلى حد بعيد ،خاصة في عهد النبوة وعصر الخلفاء الراشدين ،لكن تأسيس وتسييس الخلافة الأموية ،أعاد بعض العادات الجاهلية التي حاربها الإسلام ،ومن أهمها العصبيات القبلية ،والتفاخر بالأحساب والأنساب ،حيث أدى هذا التفاخر بطبيعته إلى التناحر والخلاف والفرقة .
طبعا النقائض الأموية – إن صحت النسبة – نار أكلت الأخضر واليابس ،ومعركة كثر فيها الفرسان ،فقد بدأت – كما يشار – بين جرير وشاعر يقال له (غسان السليطي ) ثم دخل البعيث منتصرا لغسان ،ثم الفرزدق والأخطل والراعي النميري ،وكلهم ضد جرير ،وهنا ليس الحديث عن تفاصيل تلك النقائض ومادار فيها من سجالات .
هذا يعني أننا أمام حرب كلامية تدور رحاها حول القبيلة والأحساب والأنساب والتنابز بالألقاب ،وذكر كل صفات سلبية حقيقية أو مختلقة ،مع مباركة سياسية واجتماعية .
طبعا النقائض لم تنته بنهاية شعرائها السابقين ،أو بنهاية العصر الأموي ،لكنها استمرت ،كلما وجدت البيئات المناسبة لإذكائها .
هذا فيما يتعلق بالأدب العربي الفصيح ،أما في الشعر الشعبي فقد وجدت معارك قبلية كبيرة ،لكن ما خفف من وطأتها أنهها كانت تعيش في بيئاتها الهامشية ،ولم يحاول الإعلام الرسمي نقلها من الهامش إلى دائرة الاهتمام ،بل كانت تعيش في بيئاتها تلك وتموت فيها ،بعد أن تخلف من الفرقة والشقاق ما لا يدركه أولئك المتناحرون .
في العصر الشعبي الحديث ،وفي عصر الربحية بكل الوسائل ،وفي عصر الاستثمار ،كثرت المشاريع القبلية ،سواء مكشوفة ( مزاين إبل ) أو متوارية بجلباب الحيلة ( مسابقات شعرية )،وهذه المشاريع حقيقة – كما حذر المثقفون – لم تأت بخير ،فقد أعادتنا لعصر النقائض ،وربما أبعد من ذلك ،العصر الجاهلي ،فقد أعادت العصبية ،وقامت باللعب عليها من أجل الربحية فقط ،متناسية كل الأصوات التي حذرت من هذا الانزلاق الخطير ،ولكن لاحياة لمن تنادى ،فالتاجر كما يعلم الجميع – غالبا- بلا قلب ،ولهذا استثمرت سلبيات القبلية ،لتحقيق ربحية المشاريع التجارية ،والتي تدعى الأدب والمحافظة على التراث ،مع اتخاذها غطاء سياسيا يعطيها شرعية الاستثمار في إنسان الأرض ،ومحاولة بعث مكنوناته المترسبة ،وعاداته الاجتماعية السلبية والايجابية معا ،من أجل الوصول للهدف المنشود .
حقيقة كنت أسمع أن برنامج شاعر المليون ،كان يضع عقودا جزائيةللشعراء ،يضمن من خلالها عدم تحدثهم عما يجري خلف كواليس البرنامج ،ولفترة زمنية متفق عليها ،وهذا يعني أن البرنامج يعي أنه يستثمر في مناطق مليئة بالألغام ،ومع هذا غامر من أجل الشهوة المادية و لذة العلاقات المخملية .
ماحدث من ناصر الفراعنة تحديدا ،يعني أن هناك حربا ضروسا ،دارت في شاطئ الراحة ،وأن هذه الحرب لم تكن شريفة ،ولهذا كان هذا الهجاء المقذع – الذي يراه البعض غير مبرر- كما يراه البعض نتيجة غير طبيعية لبرنامج أدبي طبيعي ،لكن السؤال الملح ،لماذا فعل ناصر الفراعنة ما فعل ؟! ومن دفعه ليصل لهذه المرحلة المخلة بكل قيد وعرف ؟!.
أنا لا أعتقد أن المشكلة في فقد البيرق ، فالمشكلة أكبر بكثير ،كما أعتقد أن المشكلة ليست أيضا وطنية صافية ،لكن هناك ألغازا تحتاج لفحص دقيق .
هذه الحرب الكلامية الجارحة –حد الإسفاف اللفظي – لم تقتصر على عناصر مشروع شاعر المليون الكبير ،لكن المعركة – على مايبدو – ستتحول إلى نقائض حديثة ،فقد دخل فيها عناصر جديدة ،لعل من أبرزهم ابن شلحاط ،ولا أدري ماذا يريد ابن شلحاط ؟! لكن هذه المعركة لن تتوقف عند هذه الأسماء فقط ،وسترون عجبا ،وربما يسحب كراع نشوة الرويني لساحة المعركة ،وعندها نقول : "خبزك يا ... وكليه ".

مرحبا أخي سالم


القاعده الفقهيه تقول :


" مابني على باطـل فهو باطـل "

وكفى ،،،،،

مرحبا أخي سالم




القاعده الواقعيه تقول

ما للسعيد الا ما جاه


و كفى ،،،،،

والقاعده الادبيه تقول
ليت ناصر الفراعنه سالم من ذالقصيده

..

شكرا ً ياسالم شكرا ً