بدر صفوق ..مفتيا .!!

جمعة مباركة ...
للأمانة لم أتابع شاعر المليون النسخة الثالثة –لأني أكره المسرحيات – ولكني كنت أتابع ردات الأفعال من خلال الإعلام الاستهلاكي والدعائي معا ، خاصة تعقيبات الشاعر بدر صفوق على كل شاردة و واردة تقلل من البرنامج أو تصفه بصفة تخالف ما روج له المستفيدون منه .
الشاعر بدر صفوق في هذا البرنامج لم يكن ناقدا أدبيا فقط ،لكنه كان سياسيا محنكا ، فتعرض للسياسة من خلال نقده لحركة حماس ،كما كان مفتيا ومرجعا دينيا ، حين تصدى لمفتي المملكة العربية السعودية الذي وصف البرنامج في رده على أحد السائلين بغرض الفتوى قائلا : ( إذا كان الواقع ما ذكرت من هذه المحظورات، ومن هذه المنكرات، فلاشك أن هذا أمر باطل، وإنفاق أموال في سبيل الشيطان، ولا يجوز للناس أن يسلك هذهالمسالك، وينفقوا هذه الأموال في الباطل، المسلمون قضاياهم عديدة، مشاكلهم كثيرة،إخوان لهم يعانون ما يعانون من حصار الأعداء، ومن إذلال الأعداء في فلسطين، وإخوانلنا في كل مكان، يعانون من الفقر والفاقة والمجاعة، ونحن نشتغل بهذه الترهات،.....) إلى آخر فتوى سماحته ،لكن هذا لم يرق للأخ بدر صفوق ،فهو يرى غير ذلك ،بل أقدم بكل جرأة على نقض الفتوى السابقة التي لم ترق لتوجهاته .
طبعا الأخ بدر حر ،وله أن يفتي كما يشاء ويحارب من يشاء ،دفاعا عن برنامج يراه المنقذ الوحيد للأدب وللكرامة الإنسانية ،فهذا البرنامج مشروع كبير ،ليس هدفه إحياء الشعر وتدوير النجومية فحسب ،لكنه برنامج إنساني يحاول جاهدا توزيع الثروة على بعض الشعراء الفقراء ،الذين أتوا من كل حدب وصوب ، أولئك الذين لم يجدوا في بلدانهم من يجيرهم من عدوى الفقر ،ولم يجدوا في بلدانهم من يقدر تلك المواهب الكامنة في عقولهم، والتي ستقضي على البطالة والغباء ،كما ستساهم في رقي الإنسان العربي ورفاهيته وارتفاع سقف الحرية في وطنه ،ليس هذا فقط ، بل سيساهم هذا البرنامج بكوادره في نمو الذوق العام ،وسيساهم أيضا في تثقيف المتلقي ،من خلال النماذج المختارة بعناية فائقة – أليسوا شعراء ؟!- ولهذا نتوقع بعد هذا البرنامج ألا نرى شاعرا يمدح باستجداء ،وألا نرى غبيا يتذاكى ،وألا نسمع نصا تافها ونقدا أتفه ،لهذا يحق لبدر صفوق الدفاع عنه ،فالمفتي لم يعلم بهذه المقاصد السامية وإلا لما أفتى بهذه الفتوى الجائرة ، التي- بالتأكيد- لم تتضح لها الصورة الحقيقة للبرنامج ومقاصده .
لكن الناقد والمحلل السياسي والمفتي العام – بدر صفوق – لزم الصمت – حسب اطلاعي ، حين تحدث الأديب فهد عافت عن البرنامج بشكل عام ،وتطرق للجنة وللشعراء وللجمهور ،ولم يكن راضيا عن البرنامج ،حيث أورد مجموعة من المانشيتات النخبوية الجامعة ،ومنها ) الاعتراض على تسمية البرنامج التي قرنت الأدب بالمادة / جماليات العوام وجماليات التسويق / التفريق بين الجودة والنجاح / برنامج إعلامي تجاري / اتفاق الجمهور على السطحي والقشرة / اللجنة بين جماليات العوام وجماليات التسويق / التعرض لنظريات أدبية نقدية مفقودة / اللجنة تحكم الذائقة فقط / على الشاعر أن يحافظ على مكانته وليس مكانه ) .
كل هذه الرؤى النقدية التي سلعت البرنامج ،وجعلته سطحيا ،لم تحرك في الأخ بدر صفوق ساكنا ،بل لزم الصمت ..احتراما ...ربما ..!!
لكن ..لماذا لم ينتقد بدر صفوق فهد عافت ،كما فعل مع مفتي المملكة ؟! ألم يتفقا على تجارية البرنامج ؟!