كذبة المعلقات العشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







أعزائى الأعضاء/الزوار
تحيه لكم طيبه مني لأرواحكم الطيبه













التاريخ عباره عن مجموعة أحداث "منسجمه أوغير منسجمه" مع بعضها البعض وقصص لأشخاص قد يكونون من الخيال البشري ووقائع لم تحدث في أغلب الأحيان
والتاريخ كذلك عباره عن مقاطع سينمائيه محبوكه بعنايه حرص مخرجها على تلميع أو صمس مايريد له اللمعان أو الطمس
والتاريخ روايه سحبت على أكثر من لسان حتى تغير شكلها الخارجي جراء سحبها المستمرا فضطر الرواه أن يجتهدو لتزيينها من جديد , (مكياج )... ممكن ,(عملية تجميل)... يجوز ,(ترهيم) ...ربما
* * * * * *


أحياناً يكون الحدث عادي لايثير الدهشه ...فيأتي اللسان العربي البليغ ليعيد صياغته من جديد بفن" المبالغه " الذي أشتهر به العرب ليدخل هذا الحدث التاريخ من أوسع "أذناه"..... فنقول أن التاريخ "منقول بتصرف"




ما أريد قوله أن التاريخ ليس من المسلمات التي نطمئن لها بل من الأمور اللتي تحتاج للبحث والإستنتاج وتحكيم العقل بمنهج " الشك" اللذي وضع أساسياته الفيلسوف "ديكارت"
نعم نشك بالتاريخ كله حتى نوجد الأدله والبراهين على صحته وإلا فهو من" أساطير الأولين"
إن الراواه بشر والبشر معرضون للنسيان وللخطأ , والنسيان والخطأ مكمن العله في رواية التاريخ

سيتهمني البعض بالمبالغه إن قلت بأن نصف الروايات التي عن العصرالجاهلى "كذب" والنصف الآخر نصفه حصيح"مفخم" ونصفه صحيح"مرقق"

من ما يتضح لنا كذبه(( المعلقات العشر)) التي أختلف في عددها هل هي ست أو سبع أو عشر
لاكن كما يقول الدكتور طارق السويدان (الناس ينجذبون للعدد الفردي أكثر من الزوجي) وهو مانراه جلي بوقف الأغلبيه على أنها سبع












* * * * * *


لو فحصنا كتب التاريخ التي ذكرت المعلقات وحللناها وونشرناها لوجدنا أن جميع الروايات التي بخصوصا ترجع لـ"حماد الراويه" وما أدراك ما حماد جاء في ترجمته

حماد الراوية بن ميسرة بن المبارك بن عبيد الديلمي (95-155 هـ/713-771 م) كان عبداُ لبني بكر بن وائل الكوفي وفي بداية حياتة كان صعلوكا إلى أن سرق رجل كان معه ورقة من الشعر فأعجب به فبدأ يحفظ الشعر وبعدها صحب الملوك وأصبح عالماً بالشعر والادب


جاء في لسان الميزان - (ج 1 / ص 351)
حماد بن أبي ليلى: المعروف بحماد الراوية مشهور برواية الأشعار والحكايات وما علمت له حديثاً مسنداً وكان ماجناً له أخبار ونوادر في كتاب الأغاني وغيره. قال ثعلب: كان حماد الراوية مشهوراً بالكذب في الرواية وعمل الشعر وإضافته إلى المتقدمين حتى يقال: إنه أفسد الشعر وقد عده بعضهم في الزنادقة وفيه يقول الشاعر:
نعم الفتى لو كان يعرف ربه ... ويقيم وقت صلاته حماد







وهو اللذي روى السبع المعلقات وعنه روى الأصمعي ديوان امرئ القيس، كما صنع ديوان الحطيئة
وقد روى المعلقات السبع وكان أسمها "السبع الطوال"كما أكد أبو جفر بن النحاس
وأتت تسميتها بالمعلقات متأخراً


قيل أنهن سمين بالمعلقات لأن العرب من فرط إعجابهم وإكبارهم لهن علقوهن على بيت الله "الكعبه" ليكتمل لهن الشرف والمكانه
وذكر ما وجده الصحابه رضوان الله عليهم حول الكعبه يوم فتح مكه من أوثان وأصنام وبدع ولم يذكر أو يلمح من قريب أو بعديد عن معلقه واحده حتى أنه ذكر ما وجد بالكعبه من سيوف ذهب ومجسم غزال من ذهب وصحيفه جاهليه ولم يذكر شعر مع أنه أول ما يرنو إلى الذهن العروبي ...ولم تذكر حينما ذكر خبر بناء الكعبه

فأين علقت إن كانت معلقات




والشعراء وحدهم يعرفون كيف يميزون أسلوب عن آخر ومذاق شعر فلان عن غيره
لهذا يجد الكثير من الشعراء أن المعلقات السبع أربع منهن كتبن بنفس الأسلون ونفس النفس



أقراء معي قول عنتره

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا

فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

وإقراء قول بن أبي سلمى

أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَـةٌ لَمْ تَكَلَّـمِ

بِحَـوْمَانَةِ الـدُّرَّاجِ فَالمُتَثَلَّـمِ

وَدَارٌ لَهَـا بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا

مَرَاجِيْعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَـمِ

بِهَا العِيْنُ وَالأَرْآمُ يَمْشِينَ خِلْفَـةً

وَأَطْلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

و

لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ

تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ

يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً

خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

لطرفة بن العبد


وللكندي أمرؤ القيس

وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ

فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا

وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

نفس الأسلوب ونفس الكاتب فمن أين لك هذا يا حماد

ثم أن هنالك قصائد أفضل منهم وأشهر منهن لمذا لم يعلقن كـ" لامية العرب"التى أوصى الخليفه عمر بن الخطاب المسلمين يتحفيظها أولادهم وأتخذها المستشرقون ماده لدراسة العرب






هذا ما جاش في نفس



وتقبلوا مني فائق الإحترام

عبدالله البصيص

مرحبابك


رؤية أدبية أعجبتني وكشفت لي الكثير
والحقيقة ان التاريخ معرض للكذب في اغلب الاحيان فمبالك الشعر


سلمت ودمت بخير ،

الأخ عبدالله البصيص

هلا وغلا

ولا يُمكن أن أختلف معك في مسألة عدم صحة جميع ما يُروى لنا في التاريخ أو الأدب

ومع ذلك أخالفك في قضية (نسف) و(نفي) صحة جميع ما وصلنا من المعلقات أو (الشعر الجاهلي) بدعوى أنها رويت عن طريق حماد الراوية أو بسبب اختلاف عددها أو حتى لتشابه أسلوبها

فحماد الرواية شخصية تدخل كثير من أعدائه في تشويه صورتها .. ونسبة الكثير من السلبيات لشخصيته وللدكتور (فضل العماري) دراسة قيمة حول شخصية حماد طبعت في كتاب (حماد الراوية بين الوهم والحقيقة) وفيه يُثبت تدخل الكثير من أعدائه في تشويه صورته كما يناقش اختلاط سيرة أكثر من شخص اسمه (حماد) مع سيرة حماد الراوية

وبالنسبة لمنهج الشك الذي اشرت إليه .. أعتقد أن طه حسين وغيره استخدموه بطريقة عشوائية تصل لدرجة إلغاء وجود شخصيات معروفة (كامريء القيس مثلا) أو نفي إنتاج فترة زمنية طويلة كالعصر الجاهلي لأسباب تتفاوت بين القوة والضعف

ولا أظن في تشابه أسلوب الشعراء سبباً مُقنعاً لتشكيك في المعلقات أو الشعر الجاهلي .. وأوضح دليل أنه بإمكاننا أن نأتي بقصائد تكاد تتماثل لشعراء شعبيين عاشوا في فترة زمنية واحدة دون أن يعني ذلك أن قصائدهم منحولة


تحياتي لك

الأخ بداح السبيعي


فعلا كان ردك أجمل من الموضوع







أخي


أنا لاأحيل الشعر الجاهلي عموما إلى سلة المهملات لاكن لابد لنا كقراء أن نعي أنها "المعلقات"وثقت بعد أكثر من 300سنه من تاريخ إنتاجها ولم يكن لها قدسيه

وتعلم أن كتاب الله المقدس الانجيل وثق بعد 200سنه وقال العلماء "لو قرئه عيسى عليه السلام الان لما عرفه "وهو كتاب مقدس "

إنطلاقا من هنا أأكد ماكتبته سابقا

لعل القارئ فهم من ماقلته أنه الشعر الجاهلي من أصله مفبرك....أقول لا ليس كله ولاكن ما أردته المعلقات العشر
هي من وجهت نظري "فنتازيا" أدبيه



أستاذي بداح
إذا سلمت" جدلا" أن حماد صادق في مايقول ,كذب عنه مايقال
فإن الفقهاء يترددون في أخذ أحاديث الآحاد المرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف يجزم من يجزم بصحة المعلقات وهي أحادية المصدر جميع روات المعلقات يرجعونها الى حماد



وكما ذكرة عن طه حسين فعلا الرجل ذهب بمنهجه بعيدا حتى أنه أنكر أن يكون القران دليلا على وجود شخصيه مثل إبراهيم وسماعيل عليهما السلام
لاكن أنا أتكلم عن شك مؤقت مشروط بالوصول إالى يقين ..مقيد غير مطلق





تعلم أخي أن هذا الموضوع متشعب وفضفاض











مشكور على ما أثريتني به من رد















أخوك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخي العزيز عبدالله البصيص كيف حالك

اني ارا ان رأيك مع الانتحال في الشعر وهو قول لي اليهودي ماركليوث ومن بعده طه حسين

حين منع الدراسه بالشعر الجاهلي في اوروبا وامريكا بسبب رسالته في الدكتوراه عن الشعر

الجاهلي حتى جاء الدكتور عبدالله المهنا وهو كويتي الجنسيه والذي جاء بدكتوراه تنقض

حجة ماركليوث التي كانت متحاملة على الشعر الجاهلي حتى عيّن رئيس قسم الشعر الجاهلي

في اكبر جامعة بريطانيه واعيدة دراسة الشعر بعد انقطاع دام مايقارب 50 عام واذا كان

قولك ان الرواة من امثال حماد وغير هم غير ثقات فأين اصحاب المدرسه البصريّ التي

نقحت الشعر من الشوائب؟

نقاش مثري بالفعل يا عبدالله

اعتقد ان نقل انسان عن انسان قد يشوبه الكثير من الخطأ بالفعل

لكن ذلك لا ينفي ابدا وجود كل ذلك الموروث الهائل من الادب والشعر على وجه الخصوص

وهذا ما يهمنا في الموضوع .. فمجرد التجول في ارجاء تلك النصوص العملاقه يأتي بالفائده لكل باحث ومهتم
مهما كان طرق نقلها

ولا اعتقد ان الاحاديث الشريفة خاصه الصحيحه يمكن قياسها بذلك ابداً
وانه قد طالها ما طال الادب من الخطأ لاختلاف الهدف وتباين الوسائل

قد يدخل اسم رجل كحمّاد في رواية معلقه ولا يكترث الكثيرين لذلك

لكن عندما نبحث في اسانيد الاحاديث نجد الرجال الثقات المعروفين والمشهورين بصدقهم واجتهادهم للوصول الى الحقيقة في النقل
فنجد منهم من قطع آالاف الاميال لاجل التحقق من كلمه .. فجزاهم الله كل خير

وربما انّ هذا يندرج تحت عناية الله بهذا الدين
ووعده سبحانه بحفظه رغم ان المتهجمين عليه بالتحريف والكذب والتزوير اكثر من حمّا بكثير
وهم معروفي الاسماء والاهداف بالنسبة لعلماء الحديث
لكن برعاية الله قدّر له من الرجال من اوصلوه الينا كما نطقه المصطفى عليه الصلاة والسلام
فلو رجعنا لاي حديث لوجدنا له خطّ سير واضح يثبت صدقه من عدمه
وكذلك التطرق لاسباب الحكم على الحديث من وجود اسماء كما اسلفت يعرفها المتعمقون في هذا العلم العظيم


ارى فقط ان نستبعد الاحاديث من هكذا نقاش والعوده لهامتى ما احتجنا في مصادرها الموثوقه والمعروفه


تحية تقدير لك ولكل الاخوه المتداخلين هنا